أخبار الإنترنت
recent

الثلاثاء، 28 مايو 2019

أولاد الحلال إبداع تونسي بصبغة جزائرية فاخــــرة

أولاد  الحلال  إبداع  تونسي  بصبغة  جزائرية  فاخــــرة!



كتب/رابح صلاح


(علي فارس. مجلة أمل. أولاد الحلال. الدراما الجزائرية. عبد القادر جريو.  يوسف سحيري. مليكة بلبأي. محمد خساني.سهيلة معلم. هيفاء رحيم. موني بوعلام. إيمان نوال. نصر الدين السهيلي. الدراما التونسية. اللهجة الوهرانية. الدراما الوهرانية )




   المتتبع المهتم  بالإنتاج  الدرامـــي   الجزائــري يلحظ  المحاولات  الجادة  للخروج  به  من  العثرات  المنفّـــرة  والتي  كثيرا  ما جعلت  المشاهـــد  الجزائري  يعزف  أيما  عزوف ، فما  بالك  بالمشاهد  المغاربي  فالعربي    الذي  لا  يكاد  يذكر  عنوانا  تلفزيونيا يحمل  وسمة  دراما  جزائـــرية لأسباب  موضوعية    أهمها   غياب  النص  الدرامـــي  أو  ما  يعرف  بالسيناريــو  مع  غياب  الخبرات  الفنية والتقنيــة  المتمـــــــــــــكنة، برغم  هذا   ظهرت  محاولات  جادة  شدّت   المشاهد  الجزائـــري  كمسلسلي  شفيقة   وقبله المصيـــر  لجمال  فزاز   لتأتي  نقلة  نوعيــة  في  المشهد  الدرامي  الجزائــري  بعد  الاحتكاك  والتعامل  مع الشريك  العربي  نصا  وإنتاجا  وتقنية  كمسلسل  عذراء  الجبل    والخاوة  وصولا  إلى  كمية   من  الدراما  النوعية  في  هذا  الموسم  لعل  أهمها من  سرق  الأنظار  والإهتمام    مسلسل   أولاد  الحلال والذي تبثه  قنوات  الشروق الجزائرية  وقــــــــــــد  اجتمعت  فيه  مقومات  الدراما  الصانعة  للحدث والحديث .
    
    أولاد  الحلال عن   فكرة أصلية  لمحمد أيمن  الجوادي   والتي  جاءت  بعد  نجاح  مسلسل  الخاوة  في  الموسم  الدرامي  المنقضي سيناريــــو  رفيقة  بوجدي  وهي أستاذة جامعية و  سيناريست  تونسيـــة،  لا فتة  الكتابة  في  السنوات  الأخيرة  أبدعت عدة  سيناريوهات    لمسلسلات نجحت  بقدر ما    ك (الليالي  البيّض) ، (صيد  الريِّـــــــــم ) و (لأجل  عيون  كاثــرين)  كلها  أعمال  حصدت  عديد  الجوائـــز   ،  إذا  ظفر  مسلسل  أولاد  الحلال  بسيناريـــو  تونسي  وباللهجة  التونسية  محكم   الكتابة مع  بعض  الهانات،   إن  السيناريــــو  أهم  ركيزة  من  ركائـــز  النجاح   لأي  عمل  درامي  وهو وصف تفصيلي تسلسلي مكتوب لأحداث  المسلسل تلفزيوني يتحرك  فيه  الأبطال  على  الورق دقيق  الحركة   المحســـوبة ،  يُّـــبنى  فيه  الشد ّ  الدرامــــي  قبــــل  كل  المؤثرات  والتأثيرات  الفنية  الأخــــرى .


  سيناريــو  أولاد  الحلال  يلامس  العاطفـــة  في  شكل  مركب  ماتـــع  جدا    إذ  تلمس  وأنت  تتتبع  الأحداث أن  لكل  حلقة  عقدة  مركبة  أيضا  من  جزئيات ، عند  حلّها  تُـــــركب  عقدة  درامية   أخـــرى تـــــــــغذي بها   حدث  قادم  وغير  متوقع  بعيدا  عن  مخيلة  المتلقي   المجتهـــــد  في  تنبوءات   المتوقــع    ليحدث  ما    لم  يتوقعه  هنا  نجحت  السينارسيت   ببراعـــة  وفي  نسج   الحدث  الذي  تتوالــــد  منه  أحداثا   أكثر  شدّ  وأكثر  درامية  فيها  من  الإثارة حد  العبث الشهي،   مع  المحافظة  على  القصـــة  الرئيسية   التي  تتـــــبرعم  منها  قصص ثانــــوية  بدورها  فيها  من  الشدّ  الدرامـــــي  الكثير  . 


    القصة  الرئيسة  فيها  من  الهواجس  الإنسانية  والغرائــــزية    الطبيعية ما فيها  كالحب  والغيرة  و الكره   والإنتقام  ما  ينجـــر  عنها  من  المنافسة  ومحاولات  إثبات  الذات  والنــــدّية  والأخذ والعطاء  والتفاعل  ليـــــــــنتج  بعدها ضحايا  ومكسوريين  تجلت  في  قصة  الشقيقين مرزاق   وزينـــو  وماحدث  بين حييّ  الباهية  وسيدي  البشيـــر ، لم  أطلع  على  النص  الأصلي   باللهجة  التونسية لكن  حاولت  الحصول  على  سيناريــــو  أولاد  مفيدة  التونسي  وهو  مسلسل  ناجـــح  جماهريا  في  تونس  سيناريـــو    و إخــــراج  كذا  الفهـــري  أين  وجدت  أن  أحداث  المسلسلين  لا يتـــناصان  ولا يتشابهان   إلا في  جزئيات  بسيطة  جدا  بل  تكاد  تكون  منعدمة  إذا  أولاد  الحلال  لا  علاقة  بأولاد  مفيــــدة  إلا  في  النجــــاح  الذي تمكن  منه  أولاد  الحلال  بشكل  كبير . 



     بالعودة  إلى  سيناريــــو  أولاد  الحلال   لابد  أن  يتواصل  الأبطال  حديثا  وتفاعلا ..حوارا ...، وهنا  جُـــــنّد  للحوار  فريق   رباعـــي  يتمثل  في بشير  بن  سالم ، يونس مرابط ، إيمان  نجاي  و فتحي  كافي   لا  أعلم  عن  الثلاث  إن  كانوا  توانــــسة  ودُّبـــلج  حوارهم  إلى  الجزائرية  لكن  فتحي  كافي   ممثل  وكاتب  مسرحي  جزائــــري  على  قدر  محترم  من  النجـــاح ربما  يكون  له  القدر  الأكبــــر  خاصة  في  تطويع  الحوار  التونسي  إلى  اللكنه   الوهرانيـــة  والتي تناغمت  كثيرا  مع  متطلبات  العمـــل  أين  أبدع  كل  الممثلين  في  مخارج  حرفها  وهنا  أؤكــــد  على  وجود  مصحح  إلى  الوهرانية    لأنها  ورغم  عذوبتها  تبقى  صعبة  المنال  إلا  بتعــــود وتمرس .

    شيء آخـــــــــــر   يشغل  المتتبع جدا  وهــــو  هذا  السارق  للقلوب  والإعجاب    عبد  القادر  جريــو   في تنفيذ   المعالجة  الدراميـــــــة   للمَـــــشاهـــد  والتي  ابدعها  الكاتب  والمؤلف  المؤطر  المسرحي  إسماعيل  سوفيط ، مما أشبــــع الأحداث  بالروح  والنفسية   الجزائــــرية  العميقة   الوهرانية  تحديـــــــدا  ،  و المدهش  في  جريـــو محــــور  العمل  أنه  فكــــــــــــــاهي  النزعة     ليبدع  أيما  إبداع  في  تأثيث  المشهد  الدرامــــي  على  طول  وعرض  وإرتفاع  المسلسل  و مساحته والتي  شاركه  فيها  كل  على  قدر  ما  أوكل  إليه ببراعة   ك (عبد  الحميد  بن  باديس)   (يوسف  سحيري)  و (مصطفى لعريبي) ، (مليكة بالباي)  (سهيلة  معلم)  (محمد خساني) ، (عزيز بوكوروني) ، (هيفاء  رحيم) ، و (نوال  إيمان)  والقائمـــة  الطويلة  من  الممثلين  وحتـــى  ضيوف   الشرف  بحجم  (أحمد  بن  عيسى)  و (هشماوي  فضيلة)  .دون  تخـــــطي   الوجوه  الجديــــدة    إلى  أبسط  كومبارص  خاصة  الطفـل  (محمد عقـــــــــــبوبــــي).

    تطور  السيناريـــو  باللا متوقـــع  مشهاديا سمح  للكاتبة   بتخفيف  ظهور   بعض  الهانات  والإخفاقات  كأقحام  إسم  فرج  وهو  إسم  يكاد   يكون  لا  يوجد  ولا  يستعمل  وهرانيا    بقدر  ما  يوجد  في  الشقيقة  تونس، وصدفة  إلتقاء   (سي  خـــالد)  لعريبي  مع  سليم  ياسين  يحي  على  شاطيء  فيكون  الحوار بعد  أن  تعارفا  حديثا ....  تخدم  أمعايا ؟؟؟ شتى  تخـــدم  ؟؟  فيكون  الرد  نبيع   الزطلة  ؟؟؟؟؟  بائع  المخدرات  يكون  أحرص ما  يكون  على  إخفاء  نشاطه  يتوجس  من  الكل  فيكف  له  بالتصريح    بيع  الزطلة  لغريب  أول  مرة  يلتقيه  ؟؟؟ ولما  النشاط  لا بـــد  أن  يكون  بيع  الزطلة    لما  لا  يكـــون  الإتجار  في  البـــن  ..القهوة  يجمها  الجزائريون  مع  التفهم  ان  موضوع  الممنوعات  يغذي  المشاهـــد  بالسوسبانس  والقلق .

    أيضا  إظهار  شرب  الخمـــر  كــــقيمة مقيتة  لاتناسب  أولاد  الحلال ،  شقيقان أولاد  حلال  يشربان  الخمـــر  معا ؟ خاصة  البطل  الذي  يسكب  خمرا  فاخرا قد  يكون  ويسكـــي   وبإحترافية مع  قطع  الصودا  ؟؟

    عندما  يأتي  الأب  .. عمـــي  براهيم أحمد  بن  عيســـى   يطلب  السمـــاح  كان  بالإمكان  أن  يكون  المشهـــــد  راقيا  مؤلما  للمتتبع   لو  قبلا  مرزاق  وزينــــو    إعتذار  والدهما  إذ  كيف  لولـــــــــــد  الحلال   أن يخنق  والـــده   ويشهـــر  في  وجهه  السكين  على  الرغم  من  أنه  قاتل  أمهما  وسبب  مآسيهما .

    أحمد  مداح  في  المشهــــد  الليلي  مع  سائق  الطاكسي  أن  عاود  ضربه  بالسكين   أكثر  من  مــــــــــــــرة  دون  أن  يأخـــذ ماطلب    ودون أخذ  الدراهم وكان مشهد  السكين  قاتلا   لنجد  السائق   شاهـــد ؟؟   وفي  تتبعه  للطفــل  حشــــو  أكثر  منه  ضرورة  مشهــــدية .والعديــــــــد  من  المشاهــد التي  تتداخل  فيها  مسؤولية  السناريست  مع  المعالجــــة  الدرامية  والتصويرية دون  أن  أنسى المشهــــــد  البوليوودي في  بدايات  المسلسل عند مطاردة    بائـــع  الزطلة  وجري  زينـــو  فوق  الأســـطح  يحمل  ملاييـــــــــر  في  محفظة  ؟؟؟ والمشهد  الأمريكــــي   الذي  يظهر  فيه  البطل  وسط  فريق  من  الدرجات  النارية   وإستعمال  البخار  كمؤثــــر    ليس  ضروريا  تماما   مع  عثرة  واضحة  جدا  في  التركيب  بين  الحلقة  20  التي  ظهر  فيها  مرزاق  ســـكرانا  ثملا   ليحكي  قصته  وهو  ينادي  أمه   ليأتي  مشهد  في  الحلقة 21  وفي  أعالي  السانتاكروز  وفي  مشهد  أقرب  لسينمائية والإغراء  تســأل  صاحبة  البووش  الأبيض   مرزاق  عن  قصته  ؟؟ لا  يشفع   لهذا  الإقحـــام  الصارخ  إلا  التبرير  تركيب  نفسية  البطل والأكيد  أن  المشهــــد  مرّ على  المشاهد  العادي  لان  فيه  قصة  حب  أنيقة  لحـــــد  ما ..



    وفي  جزئية  ضغط الوالـــدة  عيشة  على خالد   وزوجته  وموضوع  إنجاب  طفــل  لأخته   ورفض  الأمــــر جزئية  ضعيفة الإقناع   مع  بدايات   الإعتمـــاد  على  تغطية  مساحة  الحلقة  الجديدة  بمشاهد  حلقات  وليس  حلقة  سابقة  حد  الوصول لـــ 10 دقائق  معادة  تقريبا  ...؟؟؟ . 

   كما  لا  تسلم  مشاهـــد  شارع  حومة   الباهية  خاصة  توزيـــع  الممثلين  والباعة    والماريين  من  تقليد  غير  خفـــي  للسينما    المصرية    بل  بعض  المشاهـــد  مكررة  تماما  كبســــاج  دخول  المرسوداس    السوداء    وتتبع  المعلم  صاحب  المقهــــى بنضارته  للمارة  والعجوز  بائعة    الورور  ...


    الأهم  أن  التجسيد  لشخصيات  السيناريــــو  كان  موفقا  لمسافة  محمودة  جدا  من  طرف  المبدعين  الممثلين  دون  الانتقاص  من  أي  ممثل  مع  رفع  القبعة  طبعا  للرئيسين  خاصة  مليكة  بالباي  ،  لعريبي  ، أحمد  مداح  ، إيمان  نوال  ، ميرم  عميـــر  حميدة  سبع  ....كما  لا  يخلو  العمل  من  محسنات  بديعية  بديعة  كإجاد  الكلب  الأســــود  قرب  خالـــد  في مسبح  البيت  كأن  صنّاع  العمل  يوحون  للمستقبل  أســــود  ينتظره   سقوط كادر  صورة   العريس  إحاء  جميل  على  مأساة  تنتظر  وهو  ماحدث  مع  نهاية  الحلقة الــــ 22  نهاية  محكمــــــــــة  بلمسة  تراجيدية  قاسية    تخدم  الشدّ واللعب  بأعصاب  المشاهــــــــــــــــــد .
    ومن  مقومات  النجاح  أيضا ـــ  النقاء  نعم  النقاء  في  مخارج  الكلام  وبالتالــــي  دقة  إلتقاط  الصوت والإحتراقية  الظاهرة  في  تحريك  الكاميرا  وزوايا سرعـــــة  تحركها  وتقنية  التصويــــر  من  علِ وبالــــــــ  آآش دي  ولما  نقول  الصورة  أكيد  تلازمها  الإضاءة   والديكـــور  المناسب وغير  المكلف  بالنظر  للمقتنيات  المستعملة مع  الإحترافية  الظاهرة  أيضا  في  لمسات  المكياج واللباس . 

    الموسيقى  بداية  من توزيع  أغنية  الجنريك  وموسيــــقاها  إلى  باقي  القطع  الموفقة   والتي  تنوعت  بين  الكوريالية    إلى  القلقة الحــــادة  إلى  الرومانسية الحالمـــــــــة   إلي  لمة  القرقابـــو وموسيقـــــــــــى  الشيخات  ...

    كل هذه  المتوفرات  كان  يؤطرها  المايستــــرو الذي يتحمـــــل  الجزء  الأكبر  من   الإخفاق  إن  وجد  وكبير  التقديــــر عن  النجاح   الموجود وهو   المخــــرج  التونسي  المثير  للجدل  في  الصحافة  التونسية    قبل  غيرها    نصر  الدين  السهيلــــي  وبالرغم  أن  هذا  العمل الأول  من  حيث  الحجم  إلا  أنه  أبـــــــــــــــــــــــــــــدع  أيما  إبداع    برافوو  .

     مازلت  أتابع  العمل  و الموتقع  في  الحلقات  القادمــــة    معاناة  فريق  العمــــل  ستظهر  بجلاء  في  تغطية  مساحة  الحلقات    إلا  إذا أقحمت  حواديث  أخـــــرى    كظهور  الرأس  الكبير  الموزع  للمخدرات   وصراعات مستهلكة  مشهاديا  في   أعمال  أخـــرى ....... وهنا  أتوقف  لأترك  المشاهــــد  الكريم  يتتبع    التطورات  بنفسه..

مع  التأكيـــــــــد  أن  العمل  لافت   لأبعـــد  حد  فيه  ماله  وما  عليه  كأي  عـــــــــــــــــــــــــــــــمل  إبداعــــي   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  متابعة  طيبة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.