أخبار الإنترنت
recent

الأحد، 3 ديسمبر 2017

خاطرة تفاهات ليلية الكاتب (عمر بن شريط)

خاطرة

تفاهات ليلية

الكاتب (عمر بن شريط)




 كانت الأصوات تدخل من كل جهة تمزق الجو مخترقة عالمنا هذا من العدم! تدخل من ثقب مقبض الباب وأسفله، من تجويفات النافذة وعبر انبوب المدفأة.. من كل جهة، حتى من فراغ الجو غير خاضعة لأي منطق أو ثغرة تمررها.. تصيب مسامعي ملطخة حسّها برسائل دامية كسهام شديدة من معركة اليرموك! على كلٍ إن العدم حقا مخيف، هو ذلك اللاشيء الموجود خلف الحدود الكونية.. اللاشيء الغير منتهي إلى أقصى أحد، ثم ماذا خلف الأقصى حد للعدم! لا وجود لحدود؟ نحن خواء يحتوينا العدم من كل جهة، لا وجود لنا في الأصل وكل هذا عدم ربما.. كلام غريب وتافه ولا أدري ما الدّاعي لكتابته في مثل هذا الوقت.. أصوات تنخر طبلة أذني كغربان جارحة تريد العبور لجسدي عبر أذني وكانت مناقيرها عبارة عن كلام قاسٍ جدا، تتلوه من عمق الذات بنهشها لما تبقى مني تذكرني بالعمر الذي تبقى.. هي تعلم أني أعاني من رهاب التقدم في السن ولكنها تزيد من قضمها لي توحي بأني جثة لا حراك لها.. عن أي حراك تتكلم! أحب السفر ولا حقائب لي، أحب الفن ولم أنخرط في أي معهد مسرحي أو سينمائي.. لدي أولويات ولا أمارسها.. أيتها الغربان! أعدك بأن استسنخ روحا جديدة في جسدي هذا وأستيقظ كوحش من الزومبي الآن وقبل أن تكملي ما تبقى لأمتص دماء النجاح من هذا العام الجديد.. وأنت! عليك البحث عن تلك الأصوات، عليك تحسس الغربان وطردهم.. هل ستكون جبانا لتموت هكذا برغم وجودك على قيد الحياة! أم ستفعل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.